.
.
يَوم قَررتم الرَحيل وأخبَرتُموني بِقرارتِكم البَلهاء ،
غَضبت و لَكمت أضلاعكم .! ، وقُلت ابقوا مَن لي بَعد رَحِيلكم !
ولَكنكم أذعَنتم إلا الرحِيل عَن عَيني .!!
ويَوم عَلمتُ أنكَم عَلي مُوعدٍ مَع الغياب
هَرولت لِمحطة القطار لِأراكم ، قَبل إنغلاق الأبواب ،
ولَكنها انغلقت ، وزئير صافرة القِطار تُجلجل تُمزق الأوردة
و تِلك النَوافذ الدائِرية التي اخِتفيتُم خَلفها .!! مَلأت رِئِتيّ بالخَوف ،
رحلتُم دُون تَوديعي ، ورُبما فَعلتُم هَذا لِمُعاقِبتيّ
ولَكني أحتَاجُكم ..!!
إتَكأت مَقاعد الإنتظَار البَاردة .!
رَغم غَمرة الحَر والجَفاف التى تَملأ الفَضاء ،
وبَعد عِراكنا فِي رَحم شَهرٍ أبله !!
عُدت لأبحث عَن شيئ تَمنيت أن تَكون يدايّ قَد أضاعت بعضَّ فُتاته
يَوم رحلتم كُنت كَـ المجنونة ، أحرقتُ كُل مَاضٍ يَربطني بِكم ،
حَررت نَفسيّ مِن قُيودكم /. أطلقتُ ّسراح أسرابيّ التى تَأوي لأبراجِكم فِي كُل لَيلة .!
حينها أردتُ مَسحكم مِن واقعيّ ، ولِكني لَم استطع مَسحكم مِن مُخيلتي ،
وبَعدها .!!
عُدت كَـ المجنونة أحَوم فِي الفَراغ عَلّي أجدُ شيئ أشتم بِهِ رائِحكتم ,
ولَكن يَبدو أن يَديّ قد وصَلت لِكل شيئٍ وَأحرقته ،
فِي كُل ليلة أتسلل مِن نَفسي لِلقائِكم .!
وأخرج ورقة لأكتب أشتاقُكم ، وأحن لِرؤياكم
وأغلقها ،!
ومَا إن أصل صُندوق البَريد حَتى أأتي أنا مِن لاشيئ .!!
وأنظر لِنفسي مُوبِخةً وأصرخ عُودي ،
أجر نَفسي وأُبقي عَينيّ مُعلقةً عَلى صُندوقِكم .!
وأعود ،!
لأضِعها بِجوار الأخريات فِي دُرج مَكتبيّ الذى اصبح مَليئاً بِها ،
ثُم أخرجها لأعُدها لأعلم كَم يَوم غِبتُم عني ، فهى بِعدد الأيام التى أختفيتم فِيها ،
كُل يوم اقول لَابد لِموسم الإختفاء مِن التلاشي ، ولِكن يُطِيل المُكوث.!
وفِي أخر مَرة كَتبت فيها لَكم ، كَانت نفسي في غَاية السَّعادة ،
أتَدرون لِماذا ؟!
لقد وجَدت الشيئ الذي أبحثُ عَنه
الشيئ الذى تَمنيت أن تَكون يَدايّ قد اضاعَته
إنه الثَّوب الذى أهديتُموني إياه ، كَان يَختبأ في الخِزانة
لَقد وجَدت الشيئ الذي يُذكرني بِرائحتكُم ،
ولَكن ،!
اتمني أن لا تَكونو أحرقتوني من ذَكراتِكم أكثر مِن تَمنيّ لِقائِكم ،
هذا ما كنت أهذي بِه طَوال شّهر ايلول ،!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق